اللهم أجرنا من قساوة القلوب

منذ نعومة أظافري، ومنذ أن داهمت مشاعري أحاسيس الظلم والقهر والانشقاق عن الأهل والأم، وأنا أجدّد العهد والوعد على نفسي أن أكون شعلة الأمل للأطفال المقهورين، ومصدر العطاء لأحباب الله المحرومين.

لم أتخيل يوماً ،ان أواجه مواقف لأشباه الرجال ممن يعتلون المناصب والخزائن والنفوذ وهم يحتكرون مواقف إسعاد الطفولة ، ويمنعون نشرها وبثّ روحها اذا لم تكن من تحت نفوذهم أو تجارتهم، حتى لو كانت تتعلق باليتامى والمساكين.

إن حالات الاستئثار عند هؤلاء بلغت مبلغ نستطيع أن نقول فيهم أنهم ممن عناهم الله سبحانه وتعالى (فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين).

لا أعلم كيف يهنأ صاحب المال وفي جيرته ومجتمعه طفل او طفلة سيُحرم فرحة العيد التي ينتظر توقيتها منذ شهور،

او كيف يهنأ من في جُعْبَته ما يمكنه أن يشاركه مع مسكينٍ جائع ويختزنه خوفا من جوع الغد…

والاعظم من كل ذلك…

حين يكون في مالك أو في أماناتك مالا أو عهدة ليتيم أو مسكين وتتاجر بها، وكأن الإنسانية التي جبلت عليها فطرتنا قد تشوهت وانحرفت وانجرفت إلى أودية الأنانية البغيضة التي ظاهرها سعادة ورخاء، بينما حقيقتها غضب وازدراء وسوادُ قلبٍ وذهابٌ للبركة واعتراض على أوامر الله تعالى وأحكامه.

أيها الإنسان في كل أرض ومكان،

أعلم أن فرحة طفل بعطائك، تغسل قلبك من آثامك

وان حنُوِّك ولمسك لرأس طفل يتيم خير لك من عدة جلسات عصبية او نفسية تعالج فيها سواد قلبك وظلمته.

وتذكر أن فرحة الطفل تفرح الرب، فهم أحبابه على الأرض، ولاجلهم تتنزل الرحمات.

وأخيرا نتذكر دائما قولا مأثوراً عن الإمام علي رضي الله عنه يقول فيه: ليس للمرء شيئا من ماله إلا ما أنفقه ( والمقصود انفقه في سبيل الله).