مجلس الوزراء وافق على إعادة إطلاق الدورة الأولى لتراخيص النفط عون: للتنسيق بين الأجهزة الأمنية وتنفيذ إجراءات لمنع تكرار الخطف

وافق مجلس الوزراء في جلسته العادية التي عقدت قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفي حضور رئيس الحكومة سعد الحريري والوزراء، على إعادة إطلاق الدورة الاولى لتراخيص التنقيب عن النفط والاعلان عن الانضمام الى مبادرة الشفافية في مجالات الصناعات الاستخراجية.
كذلك وافق على تأمين اعتمادات لتنفيذ الاشغال والاعمال والتجهيزات الامنية والفنية المطلوبة لمطار رفيق الحريري الدولي، وفتح مركزين لهيئة إدارةة السير والمركبات الآلية في بعلبك وعكار.

وكان رئيس الجمهورية تحدث خلال الجلسة عن النتائج الإيجابية لزيارته لكل من المملكة العربية السعودية وقطر، وتناول زيارات الوفود العربية والاجنبية للبنان، مشيرا الى “السعي الدولي الذي تبلغه لبنان لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار على الحدود الجنوبية وليس وقف الاعمال العدائية فقط”.

ونوه عون بالعملية النوعية التي قام بها الجيش وقوى الامن وأدت الى إحباط محاولة أحد الإرهابيين تفجير نفسه في مقهى “كوستا” في شارع الحمراء، مؤكدا “ضرورة التنسيق بين كل الاجهزة الامنية وتنفيذ إجراءات أمنية سريعة وفعالة لمنع تكرار عمليات الخطف”.

بدوره أثنى رئيس الحكومة سعد الحريري على الإنجاز النوعي بالنسبة الى حادثة شارع الحمراء، مشددا على الأثر الإيجابي الذي تركه، وداعيا “وسائل الاعلام الى أن تساعد في هذا الاتجاه وتوقف التشكيك الذي يؤثر سلبا على الاستقرار والامان في البلاد”.

بيان مجلس الوزراء
وعلى أثر انتهاء الجلسة، تلا وزير الثقافة غطاس خوري بتكليف من مجلس الوزراء البيان الآتي:
“بناء على دعوة رئيس مجلس الوزراء، عقد مجلس الوزراء جلسته العادية برئاسة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفي حضور دولة رئيسس الحكومة والوزراء الذين غاب منهم السادة: معين المرعبي، محمد كبارة وبيار ابي عاصي.
في مستهل الجلسة، تحدث فخامة الرئيس عون عن الزيارة الرسمية التي قام بها للمملكة العربية السعودية والمحادثات التي أجراها مع خادم الحرمينن الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وعدد من الوزراء، معتبرا أن العلاقة اللبنانية-السعودية عادت الى طبيعتها وان جلالة الملك وعد بعودة السعوديين الى لبنان بكثافة. كذلك فإن اللقاءات التي تمت مع رجال الاعمال كانت جيدة لجهة دعوتهم للعودة الى لبنان والاستثمار فيه. ولفت فخامة الرئيس الى أن العاهل السعودي أعرب مرارا عن محبته للبنان، متحدثا عن ذكرياته فيه.

وقال فخامة الرئيس: إن أجواء المحادثات كانت جيدة، وموضوع التمثيل الديبلوماسي السعودي الى مستوى سفير سوف يتم قريبا. وفي ما خص موضوع الهبة السعودية للجيش اللبناني فإنه سيكون موضع بحث بين وزيري الدفاع في البلدين.

ثم عرض فخامة الرئيس لنتائج زيارة دولة قطر، فقال: إن الاجواء الايجابية نفسها سادت خلال الزيارة، والتعليمات صدرت بإعادة إعطاء تأشيرات دخول للبنانيين، ولا سيما لجهة جمع شمل العائلات. ووعد الجانب القطري باستكمال تنفيذ تأهيل المكتبة الوطنية، وتم الاتفاق على دعوة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للمشاركة في تدشينها قريبا. وطلب فخامة الرئيس الى وزير الثقافة استكمال الاجراءات لإنجاز عملية التأهيل بسرعة. وأشار بعد ذلك الى الاتفاق مع الجانب القطري على إحياء اللجنة المشتركة العليا بين البلدين لمتابعة البحث في تفاصيل المواضيع التي تمت إثارتها خلال المحادثات اللبنانية-القطرية.

وتحدث فخامة الرئيس بعد ذلك عن زيارات الوفود العربية والاجنبية للبنان والمواقف التي يتم إبلاغها الى أعضائها، والتي ترتكز على العمل الدائم لتثبيت الاستقرار في لبنان ومحاربة الارهاب والمحافظة على لبنان بلد التعايش حيث تتوافر الحرية لكل المعتقدات والاديان.

وتمنى فخامة الرئيس ان يعطي مؤتمر أستانا نتائج عملية ويحقق هدنة تمهد لحلول سياسية للأزمة السورية تنهي معاناة النازحين السوريين.

بعد ذلك تحدث فخامة الرئيس عن زيارة وفد الامم المتحدة الذي تولى درس استراتيجية جديدة لعمل قوة “اليونيفيل” في الجنوب، فقال إنه أبلغ أعضاء الوفد الاممي ان وجود “اليونيفيل” حقق الامن والاستقرار على طرفي الحدود، وكانت له نتائج إيجابية. وتم خلال اللقاء البحث في تعزيز التعاون بين الجيش اللبناني و”اليونيفيل”. كما أثار فخامة الرئيس موضوع الخروقات اليومية الاسرائيلية، لافتا الى أن السعي الدولي الذي تبلغه لبنان هو نحو تحقيق وقف دائم لإطلاق النار وليس وقف الاعمال العدائية فقط.

وتحدث فخامة الرئيس أيضا عن زيارة رئيسة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، فأكد أنه طالب بالاسراع في إصدار الاحكام لأن العدالة المتأخرة ليست بعدالة.

ثم تناول فخامة الرئيس الوضع الامني في البلاد، فجدد تهنئة الجيش وقوى الامن الداخلي بإحباط محاولة أحد الارهابيين تفجير نفسه في مقهى “كوستا” في شارع الحمراء، وقال: إن القوى الامنية قامت بجهد فعال بالتنسيق في ما بينها، مما ترك انطباعا إيجابيا على رغم جو الخشية الذي ساد لدى المواطنين من جراء العملية الارهابية.

وتحدث فخامته عن الوضع الامني في البقاع في ضوء حوادث الخطف التي تقع من حين الى آخر، فقال: إن منع تكرار مثل هذه الاعمال لا يحتاج الى خطة أمنية جديدة، بل يكون من خلال تنفيذ إجراءات امنية سريعة وفعالة تشترك فيها القوى الامنية بتنسيق كامل وسرية مطلقة بعيدا عن الاعلام، حتى تحقق هذه الاجراءات نتائجها، لأنه من غير المسموح بعد اليوم أن تحصل مثل هذه الحوادث التي تؤذي الاستقرار في البلاد”.

وتطرق فخامة الرئيس في مداخلته الى مشروع الموازنة، داعيا دولة الرئيس الى عقد جلسات متتالية لدرس الموازنة تمهيدا لإقرارها، على أن يتم إنجاز ذلك بالسرعة الممكنة.

وشدد فخامة الرئيس على ان اللجوء الى توقيع عقود بالتراضي او بعد التجزئة لا يجوز ان يتم إلا في الحالات الاستثنائية او الطارئة، ويجب ألا تكون التجزئة قاعدة.

بعد ذلك، تحدث دولة الرئيس الحريري فأثنى بدوره على العمل الذي قامت به الاجهزة الامنية بالنسبة الى حادثة شارع الحمراء، لافتا الى أن هذه العملية النوعية تركت أثرا إيجابيا وإن كانت أحدثت في الوقت نفسه خوفا وأثرا على الحركة السياحية.

ولفت دولة الرئيس الى أن ثمة محاولات في بعض وسائل الاعلام لضرب صورة الدولة والتقليل من أهمية الإنجاز الامني الذي تحقق، وقال: إن الحكومة الحالية هي حكومة استعادة الثقة بالدولة، ولا بد من لفت وسائل الاعلام الى أن تساعد في هذا الاتجاه ووقف التشكيك الذي يؤثر سلبا على الاستقرار والامان في البلاد.

وطالب دولة الرئيس بضرورة تشديد الاحكام القضائية والعقوبات على مرتكبي حوادث الخطف لأن في ذلك ضمانا للجميع.

بعد ذلك تحدث عدد من الوزراء في المواضيع التي طرحها فخامة الرئيس ودولة الرئيس، كما تمت مناقشة المواضيع الواردة على جدول الاعمال واتخذ المجلس القرارات المناسبة في شأنها، ومنها:

1- اعادة إطلاق الدورة الاولى لتراخيص التنقيب عن النفط.
2- الموافقة على الاعلان عن الانضمام الى مبادرة الشفافية في مجالات الصناعات الاستخراجية EITII.

وفي ما يلي نص الاعلان:
“تشكل مبادرة الشفافية للصناعات الاستخراجية EITI معيارا لإدارة موارد النفط والغاز والمعادن في البلدان المنضمة الى هذه المبادرة، حيث يتم تنفيذذ هذا المعيار من قبل الحكومات بالتعاون مع المجتمع المدني والشركات العالمية المنقبة عن البترول والمنتجة له.
وتعتبر الحكومة ان الاستخدام الرشيد لثروات الموارد الطبيعية ينبغي ان يكون محركا هاما للنمو الاقتصادي المستدام، وتؤمن إدارتها بالطريقة الصحيحةة والفعالة الوصول الى آثار إيجابية إقتصادية واجتماعية، وإذ يرتكز العمل على تنفيذ المبادرة على شراكة واضحة وبناءة بين الدولة ومنظمات المجتمع المدني والشركات العاملة في قطاع البترول، يقتضي التعاون بين هذه الاطراف لتنفيذ كافة بنود المبادرة، لتأمين الشفافية في قطاع النفط والغاز، ليشكل سابقة يقتضى بها في قطاعات أخرى.
ولما كانت هيئة إدارة قطاع البترول قد أوصت بالانضمام الى هذه المبادرة تعزيزا للشفافية في قطاع البترول في لبنان، ولما كانت لجنة الاشغال العامةة والنقل والطاقة والمياه قد أصدرت توصية الى الحكومة اللبنانية بإعلان الانضمام الى المبادرة وكذلك الامر وزارة المال، وبناء عليه، تعلن الحكومة اللبنانية عن نيتها انضمام لبنان الى مبادرة الشفافية للصناعات الاستخراجية EITI وعن نية الحكومة التزام تنفيذ هذه المبادرة وتسمية وزير الطاقة والمياه لقيادة عملية تنفيذ المبادرة”.

3- الموافقة على تأمين الاعتمادات اللازمة من احتياط الموازنة لتنفيذ الاشغال والاعمال والتجهيزات الامنية والفنية المطلوبة لمطار رفيق الحريري الدولي وقيمتها نحو 42 مليار ليرة لبنانية.
4- الموافقة على طلب وزير الدولة لشؤون المرأة نقل اعتماد بقيمة 602 مليوني ليرة لبنانية لتأمين تشغيل مكتب الوزارة.
5- الموافقة على فتح مركزين لهيئة ادارة السير والمركبات الآلية في كل من بعلبك وعكار.
6- الموافقة على طلب وزارة الداخلية تطويع عدد من المفتشين درجة ثانية اختصاص معلوماتية لمصلحة الامن العام بحيث يصبح العدد الإجمالي 2000 مفتش.
7- الموافقة على تجديد تراخيص لمؤسسات اذاعية وتلفزيونية من الفئتين الاولى والثانية.
88- قبول عدد من الهبات للوزارات والادارات”.

حوار
ثم رد الوزير خوري على أسئلة الصحافيين.
سئل: ما الاسباب التي دفعت رئيس الجمهورية الى الاعتراض على تشكيل هيئة الاشراف على الانتخابات؟
اجاب: “الموضوع لم يكن مدرجا على جدول الاعمال، وارتأى فخامة الرئيس الا يطرحه من خارج الجدول، كما ان فخامته يتمنى ويسعى مع كل القوىى السياسية الاخرى الى الوصول الى قانون انتخابي جديد تجرى على اساسه الانتخابات النيابية”.

سئل: هل تم وضع مجلس الوزراء في اجواء اللجنة التي ستتابع موضوع قانون الانتخاب، ولماذا أثير اللغط حولها؟
اجاب: “هذا نقاش بين القوى السياسية ولا علاقة لمجلس الوزراء به”.

سئل: ماذا حصل باعتمادات الـ28 مليون دولار للمطار؟
اجاب: “لقد تم إقرارها كما ذكرت”.

سئل: لم يتم اقرار خطط امنية جديدة، ولكن لم يتم الحديث عن استحداث خصص امنية بعد اعتقال الانتحاري في وسط بيروت.
اجاب: “لسنا في وارد عقد مؤتمر صحافي، بل الاعلان عن مقررات مجلس الوزراء. وما قاله فخامة الرئيس في هذا الشأن هو أن لا ضرورة لوضع خطةة امنية جديدة، بل المطلوب التنسيق التام بين القيادات والاجهزة الامنية”.

سئل: هل وضع وزير الداخلية خلال الحديث عن هيئة الاشراف على الانتخابات، مجلس الوزراء أمام احتمالي التمديد للمجلس النيابي أو الفراغ؟
اجاب: “لم يتم التطرق الى الموضوع بهذا الشكل. قال الوزير نهاد المشنوق بوجود مهل في هذا الشأن، فيما قرر الرئيس الجمهورية التريث لإفساحح المجال امام اقرار قانون انتخابي جديد، واذا جاء في بنود هذا القانون تعديل المهل، فيتم العمل بها”.

اجتماع ثنائي
وكان سبق جلسة مجلس الوزراء، اجتماع بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة استمر ثلث ساعة، عرضت خلاله المواضيع المدرجة في جدول الأعمال.